فكرة عمل شاشات اللمس
ربما يمر بعض الوقت ثم لا نجد في السوق أي هاتف بلا تقنية لمس. لقد أصبحت تقنية يفترض أن تكون في كل الأجهزة التي حولنا، غير مقتصري خيالنا على الهواتف، ولكن لتشمل كل جهاز يلتقى الأوامر، أو بالأصح، نتعامل معه. أصبحت تقنية أسهل بكثير في التعامل من تقنية الأزرار والفأرة و لوحة المفاتيح و لوحة اللمس و غيرها من التقنيات. ولقد حدث أن رأينا تقنية اللمس منذ عقود في كثير من الأجهزة مروراً بآلة الصرف الآلي و شاشات معارض العلوم والمتاحف وشاشات التحكم في المصانع و على الهواتف الجوالة قبل سنوات، مع أقلام اللمس، الضوئية وغير الضوئية و بدون أقلام لمس كما في مشغلات الموسيقى. قد بدت رائعة في مثل تلك الآلات، لكنها تبدو لنا الآن بدائية. ثم وصلت تقنية طاولة اللمس التي قدمتها شركة مايكروسوفت، فكانت محل إبهار وحدثاً مهماً. وهي اليوم حدث أكثر أهمية و افتراضاً بديهياً عندنا جميعاً بعد أن وصلت مع أجهزة الآيفون و أجهزة أندرويد وعلى نوكيا و مايكرسوفت وغيرها، بدأ باللمس الموحد، ومروراً إلى اللمس المتعدد و وحركاته و فنونه المتعددة المعاني والمقاصد. لم لا نتعرف على تقنية اللمس، كيف تعمل في كل هذه الأجهزة التي نعز و لا نبارح؟
لكي نستوعب الطريقة التي تعمل بها تقنية اللمس، سنستعرض هنا ثلاث تقنيات من عشرات تلقى انتشاراً في مختلف الأجهزة، وفي كل واحدة نستعرض معاً، سنشير لأمثلة من الأجهزة التي توظفها ثم بعض الإيجابيات والسلبيات. عندما نعي كيف تعمل اجهزتنا سيسهل علينا معرفة ما هي الطرق الفاعلة في استخدامنا لها. سنحاول توخي التبسيط للقارئ العام ونترك التفاصيل التقنية لمقالة قادمة في حال لقي الأمر اهتماماً من القراء
التقنية الأولى
هي تلك التنقية التي تعتمد على فكرة المقاومة الكهربائية. وفي مثل هذه الحالة، فإن المستخدم يحتاج إلى قلم يساعد في الضغط على الشاشة ليقلل من المقاومة على طبقة معدنية في نسيج الشاشة مفصولة بفراغ عن على طبقة تحتها، وإذا اقتربت الشريحان – الطبقتان – فسيتأثر التيار الكهرباء المار على مستشعر التحكم بتقليل المقاومة ويمر أكثر سيولة، ويقوم نظام التشغيل بمعرفة المعنى من اللمس في ذلك الموضع، كان ذلك في كتابة رسالة نصية أو تفاعل من برنامج – تطبيق – أو في اللعب. تنتشر هذه التقنية في جيل اللمس الأول من من المعاجم والبالم والهواتف وأجهزة اللعب نينتندو الكفية. هذه التقنية منخفضة التكلفة ولكنها تعتمد على الضغط أو الحاجة لاستخدام قلم اللمس وكثيراً ما تبلى مع مرور الوقت، ويتلفها الماء والغبار، و لحسن الحظ، فإن استبدال وإصلاح هذه الشاشات ليس مكلفاً. و تفتقر هذه التقنية إلى اللمس المتعدد ولا تعمل بسهولة مع اللمس باليد، ولا ننسى أن نذكر أن هذه التقنية تضيع ما مقداره 25% من نصاعة الشاشة و وضوحها
شاشات تقنية المقاومة
التقنية الثانية
التي نستعرض هي التقنية التي تعتمد على فكرة التكثيف الكهربائي. وفي هذه التقنية، لا نحتاج إلى قلم اللمس البلاستيكي العادي ولكن أصابعنا تكفي. هذه الشاشة مطلية بجسيمات مشحونة كهربائياً، يحدث أن تتأثر بمرور إصبعنا الذي يوصل كهرباء من أجسامنا على الشاشة فتتكثف؛ ويعي برنامج التشغيل معنى الإشارة. أما إذا أردنا استخدام قلم لمس فلا بد أن يكون من نوع خاص؛ يجب أن يكون قلماً يمرر الكهرباء وهو لهذا أغلى ثمنا من ذلك المعتاد في التنقية المقاومة المذكورة أعلاه. هذه التقنية أكثر انتشارا ً الآن وتكلفتها أعلى قليلاً من التقنية المقاومة. هذه التقنية تستخدم في أجهزة الآيفون و الآيباد وأجهزة السامسونج ومعظم ما بين أيدينا من هواتف و حواسيب لوحية. تتميز هذه التقنية بإمكانيات اللمس المتعدد، فيمكن استخدام إصبعين في ذات الوقت أو أكثر لتكبير الصور وتصغيرها وتحريك الأشياء واللمس طويل المدة الذي يعطي خيارات شتى في مختلف البرامج. وعلى الرغم من كل التسهيلات والإمكانيات، فإن سقوط قطرة ماء أو شئ يحمل شحنة على الشاشة سيجعل الجهاز يتصرف على غير ما نريد مضطرباً وعليه يجب أن نبادر إلى إغلاق الشاشة وتنظيفها قبل مواصلة استخدام الجهاز. لا يتلف الشاشة من هذه التقنية الغبار والماء ولا تستوجب استخدام قلم لمس و تكون أكثر نصوعاً من سابقتها. وقد يسبب حجم الإصبع بعض الصعوبة في الشاشات الصغيرة في دقة الاختيار والتفاعل مع البرامج واعطاء الأوامر
تقنية شاشات التكثيف
التقنية الثالثة
التي نستعرض هي تقنية تعتمد على الأشعة تحت الحمراء. وهذه التقنية تعتمد على إضاءة شبكة تربيعية من الخطوط تحت الحمراء على الشاشة كلها لا نراها بالعين المجردة. ولكي تعمل، فإننا يجب أن نضع يدنا على الشاشة أو أي شئ مساعد يقطع خط الأشعة كقلم اللمس أو يدنا أو إصبعنا. نقطع باللمس هذه الخطوط على خط في محور س و خط في محور ص، خطاً أو أكثر لكي يعرف الجهاز عبر برنامج التشغيل أين كان القطع و ما معناه عن طريق حساسات في أطراف الشاشة. هذه التقنية تعتبر أعلى تكلفة من سابقتيها وهي تستخدم في الأجهزة الأكثر دقة و تستخدم في المصانع أو أجهزة الحاسوب الكبيرة التي توفر تقنية اللمس في شاشاتها كوسيلة للتفاعل. هذه التقنية توفر وضوحاً ونصوعاً أعلى من سابقتها ولا تتأثر بالغبار والماء و قد تواجهنا بعض المشكلات لو تعرضت الشاشة لضغط يشوه استواء سطحها أو سقط عليها شئ التصق بها
شاشات تعمل بالاشعة تحت الحمراء
هناك تقنيات مختلفة تتنوع في الأفكار وطرق العمل قديمة وجديدة ولكن اختيارنا لهذه الثلاث تقنيات – الأكثر شيوعاً – يجعلنا نقدر ونستوعب ولو ببساطة طريقة عملها و تدربنا على التخمين بخصوص التقنيات الأخرى
نصائح للمحافظة على شاشاتنا اللمسية
خير لنا أن نعرف كيف نعتني بشاشات اللمس، لاسيما أنها هي وسيلة التفاعل الكلي – أغلب الأمر – في أجهزتنا وخصوصاً هواتفنا. لقد انتقلنا من هواتف نصفها لوحة مفاتيح إلى هواتف ذات شاشة هي وجه كل الهاتف وهو بلا أزرار تماماً غير زر إغلاق الشاشة و زري الصوت وربما زر أو أكثر لا تعمل إلا والشاشة تعمل
يفضل أن نبعد أجهزتنا عن ما يسبب لها ضرراً أو تلفاً كالمفاتيح في الجيب و مواد المكياج و أن نمسها بيد رطبة أو مدهونة بزيت ترطيب. من وسائل العناية بشاشات اللمس أن نلصق عليها حامي الشاشة الذي يفترض – حسب جودته – أن يحافظ على نقاوة الصورة وذات الملس ويوفر أماناً للشاشة من الصدمات والضربات والخدوش. ياتي بعض أنواع حامي الشاشة ليكون قابلاً للنزع وإعادة التركيب وسهل التنظيف. ولكي نزيد من سلامة أجهزتنا، يفضل أن نحفظها في جيوب مناسبة من حيث الحجم والمادة المصنوعة منها. هذا سيحمي الشاشات سهلة الكسر والقابلة للخدش
يفضل تنظيف الشاشة بين الحين والحين من ما يعلق بها ومن آثار اللمس بإطفائها ثم استخدام قطعة قماش ناعمة مثل تلك التي نستخدمها لتنظيف النظارات وقد لا يصل بنا الأمر إلى استخدام بخاخ التظيف إلا في حالات نادرة
قد نعتاد استخدام لأجهزتنا بطرق نظن أنها أكثر فعالية لكنها غير ذات جودى، بل هي مجلبة للإضرار بهواتفنا. منذ ذلك أن نعتمد الضغط أكثر من اللازم والحال أننا لا نحتاج إلا إلى مجرد اللمس. حتى في حالة اللمس طويل المدة لإظاهر الخصائص مثلاً، أو تلوين منطقة في برنامج رسم لوناً أكثر عمقاً، فإن برامج الهاتف تحسب مدة اللمس فضلا عن مقدار الضغط
ولكي أن نحافظ على نصاعة الشاشة بإبعاد هواتفنا عن أشعة الشمس المباشرة ويفضل أن نبعدها عن الحرارة العالية والبرودة الشديدة والمجالات المغناطيسية الظاهرة التاثير. ويفضل أن لا تتعرض للكهرباء الساكنة كثيراً التي قد تؤذي شرائح الشاشة وتقلل من حساسيتها لطلباتنا حين نلمسها
عصر شاشات اللمس
يبقى أن نتذكر أن تقنية شاشات اللمس في طور التطور وهي تتحسن يوما بعد يوم، تشمل التقنية البرمجة وسرعة الاستجابة والنصوع والدقة والألوان وفعالية استخدام الطاقة وغير ذلك كثير. الهواتف والأجهزة تسارع في السوق تترى، وكل يوم نرى جديداً معتمداً على ما نعرف من تقنيات وأفكار وما لا نعرف من مستحدثات التقنية و الاختراعات. إن هناك مشكلات مازالت محل عناية الباحثين والمخترعين والمطورين والمصنعين. هناك مشكلات تظهر مع نزول الأجهزة للسوق و مع تجربتها على شريحة كبيرة من المستخدمين في شتى مناطق العالم المختلفة الظروف والعادات والتقاليد وأساليب الحياة، ومن حظ البشرية أن هذه الأجهزة مرتبطة بالإنترنت، سهلة الوصول للجميع، و لدى عشاق الهواتف والأجهزة العصرية الفرصة للشكوى من المشكلات واستعراض تجاربهم وخبراتهم وملاحظاتهم السلبية والإيجابية مما يقترح كثيراً من التطوير والتغيير لما يناسب الإنسان أكثر وأكثر في مختلف الأعمار والاهتمامات
هناك تصورات كثيرة بخصوص طريقة التعامل مع الهواتف وتنويع طرق التفاعل معها لمساً وكلاماً و باستخدام امكانيات الكاميرات والبرامج. ويتفاعل البرمجي مع إمكانيات العتاد وفكر الإنسان لتجعل هذه الهواتف الصغيرة الحجم العظيمة الشأن أشبه بالسحر مع الأمس القريب وأقرب للخيال العلمي إن لم تسبقه في ما كتب قبل حين. في قرابة نصف القرن، كانت الحاسبات عظيمة الحجم قليلة الشأن في الإمكانيات و صعب التعامل معها بطيئة في التنفيذ. أما اليوم، ففي جيب كل منا هاتف ذكي رهن إشارة أيدينا أعظم إمكانيات من تلك العظيمة الحجم أقل تكلفة تقطن جيوبنا و تتدفأ في ايدينا. وفي قريب المستقبل، تصبح هواتفنا شاشاتها أكثر سحراً وبراعة ودهشة، إذ سيكون اللمس ثلاثي البعد وتكون فنون اليد في التعامل مع تطبيقات وبرامج أكثر تنوعاً و إمكانيات وأكثر حساسية و استجابة لكل معنى ممكن
بازدياد قدرات الهواتف الحسابية و فاعليتها في تصميم الشاشات والبطاريات والبرامج، تزداد فرص تطوير تطبيقات وبرامج ليست في الحسبان، وتصبح قدرات اللمس في نظم التشغيل و العتاد – في جو منافسة عال بين شركات الهواتف والأجهزة العصرية – أكثر واقعية من الحياة قبل العصر الرقمي
إن تقنية اللمس كما رأينا ليست بجديدة، فهي كانت قد وجدت في خمسينيات القرن الماضي، لكنها لم تكن متوفرة شعبياً ولم تكن تطبيقاتها ذات اهتمام عام لدى كافة شرائح الناس. وإذ اصبحت اليوم ضرورية و داعياً لتسهيل سبل العيش والحياة والتواصل والمتعة والفائدة، ازدادت اهتمامات الباحثين والمخترعين والشركات المصنعة، وتعددت التقنيات والأفكار وأصبحت الجدوى من العمل على تطويرها وتوفيرها في السوق أكثر اقناعاً وجاذبية
إمكانيات هواتفنا وأجهزتنا المعاصرة وسحر اللمس يفتح أبواباً من سهولة التخطيط وترتيب يومياتنا وأجندتنا؛ إمكانيات تسهل التواصل الاجتماعي والمشاركة والقراءة والاسترخاء والتسلية. إنها تفتح لنا آفاقاً مع الكتب الالكترونية نتصفحها ونقتبس منها ونترك ملاحظاتنا ونتشارك مع أهلينا وأصدقائنا وتأتي بالبرامج التي تعلمنا الكثير باللعب والتفاعل المشع بالجدة و الإبداع. و لنتذكر كم سهلت تقنية اللمس علينا جميعاً الاستخدام فأصبح كبيرنا وصغيرنا سواء، لا نحتاج معها إلى أي نوع من التدريب
المصدر
فاضل التركي
نشر في مجلة الإتصالات السعودية
|
انت الزائر رقم |